تمييز الأخبار الحقيقية

في عصر تتدفق فيه المعلومات بسرعة تفوق الخيال، أصبحت مهمة التحقق من صحة الأخبار أكثر أهمية من أي وقت مضى. بمجرد ضغطة زر، يمكن لخبر – سواء كان صحيحًا أو كاذبًا – أن ينتشر كالنار في الهشيم، ويصل إلى آلاف بل ملايين الأشخاص خلال دقائق معدودة.

المشكلة الحقيقية تكمن في أن كثيرًا من الناس يتعاملون مع كل ما يقرؤونه أو يشاهدونه على الإنترنت على أنه حقيقة مؤكدة، دون التوقف ولو للحظة للسؤال: هل هذا الخبر صحيح؟، ما مصدره؟، هل يوجد دليل يدعمه؟.

الشائعات ليست مجرد معلومات خاطئة عابرة، بل قد تؤثر على قرارات الأفراد، وتخلق حالة من الذعر أو التوتر الاجتماعي، بل وقد تُستخدم أحيانًا لأغراض خبيثة مثل التلاعب بالرأي العام أو تشويه سمعة شخص أو جهة معينة.

في هذا المقال، سنأخذك في جولة مفيدة ومباشرة نتعلّم فيها كيف نميّز بين الخبر الحقيقي والشائعة، ونقدّم لك أدوات بسيطة ولكن فعالة للتحقّق من أي معلومة تصادفك على الإنترنت. ستتعرّف أيضًا على علامات التحذير التي تشير إلى احتمال أن يكون الخبر كاذبًا، ودور السوشيال ميديا في تضخيم الشائعات، وكيف يمكن لكل شخص أن يساهم في الحد من انتشارها.

ما الفرق بين الخبر الحقيقي والشائعة؟

في عالم غارق بالمعلومات، يصبح التمييز بين الخبر الحقيقي والشائعة أمرًا بالغ الأهمية. فالفارق بينهما ليس فقط في الدقة، بل في التأثير أيضًا؛ فبينما ينقل الخبر الحقيقي الواقع كما هو، تسعى الشائعة إلى تضليلك أو إثارة الجدل دون أساس موثوق.

ما هو الخبر الحقيقي؟ وما هي صفاته؟

الخبر الحقيقي هو المعلومة المستندة إلى مصدر موثوق، يتم نقلها بشكل موضوعي، وغالبًا ما تكون مدعومة بالأدلة أو الشهادات أو الإحصاءات.
من صفاته الأساسية:

  • يستند إلى مصادر رسمية أو معروفة.
  • يحتوي على تفاصيل دقيقة مثل الزمان، المكان، الأسماء، الخلفية.
  • يمكن التحقق منه عبر وسائل إعلام مختلفة وموثوقة.
  • محايد في أسلوبه، لا يحاول إثارة العاطفة أو الصدمة بشكل مفتعل.

مثال:

“وزارة الصحة تعلن تسجيل 1000 حالة جديدة بفيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي، وفقًا لتقريرها الصادر اليوم.”

ما هي الشائعة؟ ولماذا تنتشر؟

الشائعة هي معلومة غير مؤكدة أو مشكوك في صحتها، تنتشر بسرعة بين الناس دون مصدر موثوق.
غالبًا ما تكون مصاغة بطريقة مثيرة أو عاطفية، مما يجعل الناس يشاركونها بسرعة دون تحقق.

أسباب انتشار الشائعات:

  • إثارة الفضول أو الخوف لدى المتلقي.
  • غياب المعلومات الرسمية في الوقت المناسب، ما يترك فراغًا تملؤه الشائعات.
  • الرغبة في أن يكون الشخص “أول من يعرف” أو “ينقل خبراً حصرياً”.
  • خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعزز المحتوى المثير للجدل.

مثال:

“مصدر مجهول: سيتم إغلاق جميع المتاجر خلال 48 ساعة بسبب طارئ خطير لم يُكشف عنه!”
(غالبًا ما ينتشر هذا النوع من الرسائل عبر مجموعات واتساب أو منشورات مجهولة المصدر على فيسبوك).

أمثلة واقعية توضح الفرق:

الحالة الخبر الحقيقي الشائعة
أزمة طبية “الصحة العالمية تصدر تقريرًا رسميًا حول تفشي الإنفلونزا الموسمية في أوروبا” “لقاح جديد يسبب مرضًا غامضًا وفقًا لمواطن فيسبوكي!”
أحداث سياسية “البرلمان يصوّت لصالح مشروع قانون الضرائب الجديد اليوم” “تسريب: الحكومة تخطط لرفع الأسعار الأسبوع المقبل دون إعلان رسمي!”
أخبار محلية “إغلاق شارع التحرير بسبب أعمال صيانة حتى نهاية الأسبوع – بلدية المدينة” “ابتعدوا عن شارع التحرير، يُقال إنه هناك خطر غير معلوم!”

إذا أردت أن تكون قارئًا ذكيًا، فابدأ دائمًا بالسؤال:

من نشر هذا الخبر؟ هل هو موثوق؟ هل يمكنني العثور عليه في مواقع أخرى محترمة؟

بهذه الأسئلة البسيطة، تستطيع أن تضع حدًا للشائعات وتصبح مصدر وعي لمن حولك.

كيف تتحقق من صحة الأخبار على الإنترنت؟

كيف تتحقق من صحة الأخبار على الإنترنت؟

في زمن تتناقل فيه الأخبار بسرعة الضوء، لم يعد كافيًا أن “نقرأ” الخبر فقط، بل علينا أن نتعلّم كيف نتحقق من صحته قبل أن نصدقه أو نشاركه. فكل شخص يمكنه اليوم نشر أي شيء على الإنترنت، لكن ليس كل ما يُنشر يستحق أن يُؤخذ على محمل الجد.

إليك خطوات عملية وفعالة تساعدك في كشف الأخبار الكاذبة والتمييز بينها وبين الأخبار الحقيقية:

أولاً: تحقق من مصدر الخبر (الجهة الناشرة)

أول سؤال يجب أن تطرحه على نفسك هو:
من نشر هذا الخبر؟

  • هل هو موقع إخباري معروف مثل الجزيرة، BBC، أو رويترز؟
  • هل الجهة الناشرة لها سجل سابق موثوق في نقل الأخبار؟
  • هل الموقع يعرض معلومات الاتصال، فريق التحرير، وسياسات النشر؟

احذر من المواقع المجهولة أو التي تحمل أسماء مشابهة لجهات معروفة (مثل: CNN-arabia-news.net بدلًا من CNN.com).

مثال عملي: إذا قرأت خبرًا صادمًا عن قرار حكومي، فابحث عنه على موقع الجهة الحكومية نفسها أو على مواقع الأخبار الكبرى.

ثانيًا: ابحث عن الخبر في مصادر أخرى موثوقة

القاعدة الذهبية:

الخبر الحقيقي لا يظهر في مكان واحد فقط.

  • استخدم خاصية البحث في جوجل لنسخ عنوان الخبر ومعرفة ما إذا كانت مواقع متعددة تتحدث عنه.
  • ابحث باللغة العربية والإنجليزية إن أمكن، خصوصًا للأخبار العالمية.
  • تأكد من تنوع المصادر وعدم اعتمادها كلها على نفس “المصدر المجهول”.

كلما زادت المصادر المستقلة التي تؤكد الخبر، زادت مصداقيته.

ثالثًا: قارن التفاصيل (التواريخ، الصور، الاقتباسات)

تفاصيل صغيرة قد تفضح كذبة كبيرة:

  • تاريخ النشر: قد يكون الخبر قديمًا ويُعاد تداوله وكأنه جديد.
  • الصور: استخدم أداة “البحث العكسي عن الصور” (مثل Google Images) لمعرفة إن كانت الصورة أصلًا قديمة أو من سياق مختلف تمامًا.
  • الاقتباسات: تحقق مما إذا كانت التصريحات المنسوبة لأشخاص أو جهات رسمية صحيحة وموجودة في مصدر مباشر، كصفحة رسمية أو مؤتمر صحفي.

مثال: صورة لطفل مصاب يُقال إنها من حرب حديثة، لكن بالبحث العكسي، تكتشف أنها من عام 2015 وفي دولة مختلفة تمامًا.

نصيحة ختامية:

لا تكن عجولًا في مشاركة الأخبار، فالمعلومة غير المؤكدة قد تكون أداة لنشر الذعر أو الكراهية أو التضليل.
بمجرد اعتمادك هذه الخطوات الثلاث:

  1. تحقق من المصدر،
  2. قارن مع مصادر أخرى،
  3. افحص التفاصيل؛
    تصبح قارئًا واعيًا ومساهمًا في بناء بيئة رقمية أكثر وعيًا واحترامًا للحقيقة.

أدوات مجانية تساعدك على كشف الأخبار الزائفة

ليس من الضروري أن تكون صحفيًا محترفًا أو باحثًا لتكشف الحقيقة من الزيف. هناك أدوات مجانية وسهلة الاستخدام يمكن لأي شخص أن يستعين بها للتحقق من الأخبار، الصور، وحتى الفيديوهات المنتشرة على الإنترنت. كل ما تحتاج إليه هو فضول معرفي، وإنترنت!

إليك أبرز الأدوات التي يمكنك الاعتماد عليها في كشف الأخبار الكاذبة والشائعات:

1. Google Reverse Image Search

واحدة من أبسط وأقوى الأدوات لكشف حقيقة الصور.

كيف تعمل؟

  • اذهب إلى images.google.com.
  • اضغط على أيقونة الكاميرا، ثم ارفع الصورة أو الصق رابطها.
  • سيعرض لك جوجل أين ومتى ظهرت الصورة أول مرة، وما إذا كانت مستخدمة في سياقات مختلفة.

لماذا هو مهم؟
غالبًا ما تُستخدم صور قديمة أو من أحداث مختلفة في الشائعات لإضفاء مصداقية زائفة على الخبر.

مثال: صورة لانفجار في مدينة ما قد تكون أصلًا من حدث وقع قبل سنوات في بلد آخر.

2. موقع Snopes.com للتحقق من الشائعات

Snopes هو من أشهر المواقع المتخصصة في التحقق من الشائعات والأخبار المنتشرة على الإنترنت، خصوصًا تلك التي تنتشر عبر وسائل التواصل.

مميزاته:

  • يحقق في الشائعات المنتشرة ويصنفها بوضوح: “صحيح” – “كاذب” – “جزئيًا صحيح”.
  • يقدم أدلة وروابط تثبت صحة تحليله.
  • يغطي مواضيع متعددة: سياسية، طبية، ثقافية، وغيرها.

ملاحظة: الموقع باللغة الإنجليزية، لكن يمكنك استخدام ترجمة جوجل أو الاعتماد على نتائجه كمصدر موثوق.

3. أدوات تحليل الفيديو والمحتوى البصري

مع تطور أدوات التزييف (مثل الفيديوهات المعدلة أو (Deepfake)، أصبح من المهم التحقق من مصدر الفيديو ومصداقيته.

أدوات مفيدة:

  • InVID Verification Plugin: إضافة متصفح مجانية تساعدك في تحليل مقاطع الفيديو المشتبه بها.
    • تقسم الفيديو إلى لقطات ثابتة لتحليلها.
    • تسمح بإجراء بحث عكسي عن الصور داخل الفيديو.
  • Amnesty YouTube DatViewer: تساعدك على استخراج بيانات نشر الفيديو الأصلي.

إذا رأيت فيديو مثيرًا للجدل، لا تكتفِ بمشاهدته – حلله، وابحث عن نسخته الأصلية، وتحقق من تاريخه.

4. إضافات متصفح للتحقق من الأخبار والمصادر

إذا كنت تتصفح الأخبار كثيرًا، فإضافة متصفح يمكن أن توفر عليك وقتًا وجهدًا كبيرًا.

أشهر الإضافات:

  • NewsGuard: تقيم المواقع الإخبارية وتعرض درجة مصداقيتها بجانب كل رابط تزوره.
  • Trusted News: تعرض تنبيهات إذا كنت على وشك قراءة محتوى من مصدر مشكوك فيه.
  • Facebook Fact Check Tools: تساعدك على التحقق من المنشورات الشائعة على فيسبوك.

بإختصار

تتوفر اليوم العديد من الأدوات المجانية التي تضع بين يديك قوة التحقق والتدقيق، تمامًا مثل الصحفيين المحترفين. باستخدام أدوات مثل Google Reverse Image، وSnopes، وتحليلات الفيديو، يمكنك أن تحمي نفسك ومن حولك من الوقوع في فخ التضليل.

لا تكتفِ بالتلقّي… تحقق، وابحث، وشارك الحقيقة.

علامات تدل على أن الخبر قد يكون كاذبًا أو مضللًا

أحيانًا لا تحتاج إلى أدوات أو مواقع متخصصة لاكتشاف أن الخبر مشبوه أو غير موثوق، يكفي فقط أن تكون منتبهًا لبعض العلامات الواضحة التي تفضح الشائعات والأخبار المفبركة من أول نظرة.

إليك أبرز العلامات التي تدل على أن الخبر قد يكون كاذبًا أو مضللًا:

1. عناوين مثيرة أو درامية بشكل مبالغ فيه

إذا كان العنوان يبدو وكأنه مقتبس من فيلم أكشن أو يهدف إلى إثارة الرعب أو الغضب، فكن حذرًا.

أمثلة على عناوين مثيرة:

  • “كارثة غير مسبوقة تهدد حياتك الآن… التفاصيل صادمة!”
  • “انفجار رهيب يهز العالم، ولن تصدق السبب!”

لماذا هذا مريب؟
العناوين المثيرة تستهدف العاطفة بدل العقل، وغالبًا ما تكون مصمّمة لجذب النقرات (clickbait) وليس لنقل الحقيقة.

❌ 2. عدم وجود مصدر موثوق

إذا لم يُذكر في الخبر اسم جهة رسمية أو مصدر واضح، فهذا إنذار مبكر.

كن حذرًا من العبارات التالية:

  • “مصدر مجهول”
  • “يُقال أن…”
  • “شاهد عيان رفض الكشف عن هويته”

قاعدة ذهبية: الخبر الحقيقي يمكن التحقق منه من جهة معروفة أو موثوقة، أما الشائعة فتُبنى على الغموض والتمويه.

3. تحيّز واضح في صياغة النص

الخبر الجيد يُعرض بطريقة موضوعية. أما الأخبار الكاذبة، فتُكتب بلغة متحيزة أو عاطفية جدًا.

أمثلة على التحيّز:

  • “الحكومة الفاسدة تواصل خططها التدميرية”
  • “الأبطال الشجعان يقفون ضد قوى الشر”

إذا شعرت أن كاتب الخبر يحاول توجيه رأيك بدل عرض الحقيقة، فراجع مصداقيته فورًا.

4. أخطاء إملائية ومعلومات غير دقيقة

غالبًا ما تكون الأخبار الكاذبة مكتوبة بسرعة وبدون تدقيق، مما يجعلها مليئة بـ الأخطاء الإملائية أو اللغوية، وأحيانًا تحتوي على أرقام غير منطقية أو بيانات متضاربة.

علامات يجب أن تثير الشك:

  • أخطاء نحوية فادحة.
  • جمل غير مترابطة أو غير مفهومة.
  • استخدام لغة عامية أو مبالغة شديدة في الوصف.
  • أرقام بدون مصدر أو مقارنة منطقية.

مثال: “توفي أكثر من 3 مليون شخص في حادثة حريق أمس في القرية الصغيرة شمال القاهرة!”
(رقم غير منطقي، ومصدر غامض، ولغة مبالغ فيها)

✅ تذكير مهم:

الشائعات لا تنتشر لأنها صحيحة، بل لأنها مُصاغة لتثير مشاعرك وتجعلك تشاركها دون تفكير. كن قارئًا ذكيًا، واسأل نفسك دائمًا:

هل هذا الخبر متوازن؟ هل له مصدر واضح؟ هل يبدو منطقيًا؟

إذا شعرت أن هناك شيئًا “غريبًا” في طريقة عرض الخبر، فغالبًا أنت على حق.

دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات

دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات

في السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، إنستغرام، تيك توك وغيرها هي المصدر الأساسي للأخبار لدى ملايين الأشخاص حول العالم. ورغم سهولة الوصول للمعلومة عبر هذه المنصات، إلا أن هذا الانفتاح خلق بيئة خصبة جدًا لانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة.

إليك كيف تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات، ولماذا يجب أن نكون أكثر وعيًا عند استخدامها:

1. آلية انتشار المعلومات على السوشيال ميديا

عندما تنشر خبرًا على فيسبوك أو تغريدة على تويتر، فإن من يراها ليس فقط أصدقاؤك، بل أصدقاؤهم، وأصدقاء أصدقائهم… خلال لحظات يمكن أن تنتقل المعلومة إلى آلاف الأشخاص – حتى لو كانت خاطئة.

ما يجعل الشائعة تنتشر بسرعة:

  • المشاركة السريعة دون تحقق
  • العناوين المضللة التي تدفع الناس للضغط والنشر
  • التفاعل العاطفي: كلما كان المحتوى مثيرًا، زاد انتشاره

في السوشيال ميديا، “الانتشار” لا يعني “الصدق”.

2. دور الخوارزميات في ترجيح المحتوى المُثير

تتحكم خوارزميات المنصات الاجتماعية بما تراه على صفحتك.
هدف هذه الخوارزميات هو زيادة التفاعل، لذلك فهي تُفضّل المحتوى الذي يثير الجدل، الغضب، أو الحماسة… حتى لو كان خاطئًا.

مثال واقعي:
قد يظهر لك منشور عن شائعة غريبة لأن أصدقاءك تفاعلوا معه، وليس لأنه صحيح أو مفيد.

المشكلة: المحتوى الهادئ والدقيق غالبًا لا يصل للجمهور مثلما يفعل المحتوى العاطفي أو المثير للصدمة، ما يجعل الشائعات تحظى بأفضلية في الانتشار.

3. مسؤولية المستخدم في التحقق والمشاركة

رغم أن الخوارزميات والمنصات تتحمل جزءًا من المسؤولية، إلا أن المستخدم نفسه هو خط الدفاع الأول ضد الشائعات.

كيف تكون مستخدمًا مسؤولًا؟

  • لا تشارك أي خبر قبل التحقق من مصدره.
  • استخدم أدوات التحقق (كما ذكرنا سابقًا).
  • إذا اكتشفت أن منشورًا يحتوي على معلومات كاذبة، نبّه الآخرين أو أبلغ عنه.
  • علّق بروابط موثوقة لتصحيح المعلومة بدلاً من تجاهلها.

تذكر: الشائعة لا تنتشر إلا إذا ساعدناها على الانتشار. وإذا امتنعت عن مشاركتها، فقد تكون أوقفت دائرة تضليل كاملة.

خلاصة:

وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدّين: يمكن أن تكون وسيلة قوية لنشر الوعي، أو أداة خطيرة لنشر الشائعات.

الخوارزميات تدفع بالمحتوى المثير، لكنك تملك القرار النهائي:
هل تشارك؟ أم تتوقف؟ هل تفكر؟ أم تنقل بدون تحقق؟

كيف تساهم في الحد من انتشار الشائعات؟

محاربة الشائعات لا تحتاج إلى قوانين فقط أو رقابة صارمة، بل تبدأ من كل فرد فينا. نحن جميعًا جزء من دورة المعلومات على الإنترنت، ويمكن لأي شخص أن يكون إما وسيلة لنشر الحقيقة… أو أداة لنشر الكذب دون قصد.

إليك كيف يمكنك، كمستخدم عادي، أن تلعب دورًا مهمًا في مكافحة الشائعات والمساهمة في نشر الوعي:

🚫 1. لا تشارك الأخبار قبل التحقق منها

أسهل وأخطر تصرف يقوم به الناس هو “إعادة النشر” دون تفكير.

قاعدة ذهبية:

إذا لم تكن متأكدًا من صحة الخبر، لا تشاركه.

  • تحقق من المصدر، وابحث عنه في مواقع موثوقة.
  • لا تعتمد على صور أو مقاطع فيديو مجهولة أو منشورات “منقولة”.
  • لا تكن وسيلة لتضليل غيرك حتى وإن كانت نيتك طيبة.

تذكر: نيتك لا تبرر مشاركتك لمعلومة خاطئة قد تسبب أذى حقيقيًا.

2. انشر الوعي بين من حولك

كن قدوة في التحقق من الأخبار، وشارك طرق التحقق مع أصدقائك وعائلتك.

  • إذا لاحظت أن أحدهم يشارك أخبارًا كاذبة، لا تهاجمه… بل ناقشه بهدوء وقدم له المصادر الموثوقة.
  • استخدم حساباتك لنشر معلومات موثوقة ومؤكدة من جهات رسمية.
  • شارك روابط أدوات التحقق من الصور أو الشائعات.

أنت تؤثر في من حولك أكثر مما تعتقد.

3. بلّغ عن الأخبار الكاذبة على المنصات المختلفة

أغلب منصات التواصل الاجتماعي تتيح خيار الإبلاغ عن المحتوى المضلل أو الكاذب.

  • في فيسبوك: يمكنك اختيار “معلومات كاذبة” ضمن أسباب الإبلاغ.
  • في تويتر (X): استخدم خاصية “الإبلاغ عن تغريدة” واختر “معلومات مضللة”.
  • في يوتيوب وتيك توك: أبلغ عن الفيديو إذا تضمن معلومات كاذبة أو تحريضية.

كل بلاغ قد يساهم في إيقاف انتشار الشائعة، أو تنبيه المستخدمين الآخرين لخطرها.

خلاصة:

أنت لست مجرد متلقي للمعلومة.
أنت جزء من شبكة ضخمة، وكل تصرف منك – صغيرًا كان أو كبيرًا – يمكن أن يحدث فرقًا.

بثلاث خطوات بسيطة:

  1. لا تشارك دون تحقق
  2. انشر الوعي
  3. بلّغ عن الشائعات
    تتحول من متفرج إلى فاعل إيجابي في حماية مجتمعك من التضليل والمعلومات الزائفة.

“في عالم تكثر فيه الأكاذيب، يصبح قول الحقيقة عملاً ثوريًا.” – جورج أورويل

في الختام

في عالم تُنقل فيه الأخبار خلال ثوانٍ وتنتشر بين ملايين الناس بضغطة زر، التحقق من صحة المعلومة لم يعد خيارًا، بل مسؤولية.
مسؤولية تبدأ من الفرد وتنتهي بالمجتمع كله.

لم نعد مجرد متلقين سلبيين، بل أصبح لكلٍّ منا دور في إما نشر الحقيقة أو تضخيم الشائعة. في زمن السوشيال ميديا، لا يكفي أن نشارك ما يلفت انتباهنا، بل علينا أن نسأل دائمًا:

هل هذا الخبر حقيقي؟ هل أنا متأكد قبل أن أشاركه مع الآخرين؟

استخدم الأدوات التي تعرّفت عليها، تأنَّ قبل النشر، واحرص على أن تكون جزءًا من الحل لا من المشكلة.
كن عينًا واعية، لا فمًا ناقلًا.

وفي النهاية، لنتذكّر: “المعلومة الصحيحة قوة، أما الكاذبة فهي خطر… فلنختر القوة.”

أسئلة شائعة

❓1. كيف أعرف أن الخبر الذي أقرأه حقيقي؟

تحقق من مصدر الخبر أولاً: هل هو موقع رسمي أو وسيلة إعلام موثوقة؟
ثم قارن المعلومة بمصادر متعددة، وراجع التفاصيل مثل التاريخ والصور.
إذا كان هناك تحيّز شديد أو غياب للمصدر، فقد يكون الخبر غير موثوق.

❓2. هل الصور التي أراها في الأخبار دائمًا صحيحة؟

ليس دائمًا. يمكن التلاعب بالصور أو استخدامها من سياق مختلف.
استخدم أدوات مثل Google Reverse Image Search أو إضافة InVID لتحقق من أصل الصورة وتاريخها الحقيقي.

❓3. ما أكثر المنصات التي تنتشر فيها الشائعات؟

الشائعات تنتشر بكثافة على فيسبوك، تويتر (X)، واتساب، وتيك توك، وذلك بسبب سرعة التفاعل والمشاركة، وضعف التحقق من صحة المحتوى من قِبل المستخدمين.

❓4. هل مشاركة خبر كاذب يعرضني للمساءلة؟

في بعض الدول نعم، خصوصًا إذا كان الخبر يسبب ذعرًا أو يضر بسمعة شخص أو جهة.
لكن حتى في غياب القانون، هناك مسؤولية أخلاقية بعدم نشر أي معلومة دون التأكد من صحتها.

❓5. ما الذي يمكنني فعله إذا رأيت منشورًا كاذبًا؟

  • لا تشاركه أو تتفاعل معه.
  • بلّغ عنه باستخدام أدوات الإبلاغ في المنصة.
  • إذا استطعت، شارك مصدرًا موثوقًا لتصحيح المعلومة.
    الصمت أمام الشائعات يجعلها أقوى… والصحّة تبدأ بموقفك.
Click to rate this post!
[Total: 0 Average: 0]

من alamuna

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *